أما المقدمات فقد جاءت في المسودة بعد خطبة الكتاب ثلاث مقدمات شبه كاملة وثلاثة نصوص ناقصة. والظاهر أنه كتبها ليفصلها فيما بعد في صورة مقدمات مستقلة أو يدمجها في بعض المقدمات. ومنها نص في "الحروف المقطعات" قال فيه: "وإنا نورد كل ما علمنا من أقوالهم" ولكن لم يورد شيئاً منها هنا، ولا أتم كلامه على الحروف المقطعات. ولا شك أنه كان يريد أن يخصها بمقدمة مستقلة، ويعرف المطلعون على أفكار الفراهي أن له رأياً خاصاً في تفسيرها، ولا ندري أكان قد توصل إليه عندما كتب النص الموجود في المفردات أم لا، ولكنه أبان عنه في أول تفسير سورة البقرة، وقد نقلت كلامه في التعليق. وكذلك في نص آخر "العام والخاص" أشار إلى أن في سورة الأعراف مثالاً للعطف، ولم يذكر ذلك المثال.
وقال في "تذكرة" وجدت في أوراق المؤلف كتبها "للمفردات" يعني هذا الكتاب:
"ونقدم قبل ذكر الألفاظ أموراً مهمة، وأهمها التحذير من أخذ المعاني الحديثة. ومنها ذكر أسباب التغير، ومنها غلبة المعنى الأهم كاسم القرآن والطوفان ومنها تفسير السلف الذي ظنوه عاماً كمعنى الآلاء".
ولكن لم نجد كلامه في هذين الموضوعين في المقدمات الموجودة في مسودة الكتاب.
ووصفنا المقدمات الثلاث الأولى بأنها شبه كاملة، لما فيها من الاقتضاب وعدم الاستقصاء. ومن ذلك قوله في المقدمة الأولى:
"فمن لم يتبين له معنى الكلمة وحدودها لم يتمثل له شكله، ولا اتضح مفهومه مثلاً كلمة (موارد) في بيت طرفة. ومثل كلمتي سلكي ومخلوجة في بيت امرىء القيس: