للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٦١) الشَّيْطَانُ (١)

فعْلاَنُ من شَاطَ يَشِيط: هلك، قال الأعشى:

وَقَدْ يَشِيطُ عَلَى أرْماحِنَا الْبَطَلُ (٢)

شاط فلان: ذهب دمه هَدَراً، أيضاً: عجِل وأسرع. وشاط الزيت: احترق. وغضب فلان فاستشاط: أي التهب. والشيطان من أسماء الحية. قال الشاعر (٣):

تُلاَعِبُ مَثنى حَضْرَمِيٍّ كَأنَّهُ ... تَمَعُّجُ شَيْطَانٍ بِذِي خِرْوَعٍ قَفْرِ (٤)

والشرير من الجن. وبين الحية والجن (٥) مناسبة، لكونهما ناريين طبعاً. ومن هنا كل متمرد يسمى شيطاناً. قال تعالى:

{شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ} (٦).

وعند الجوهري هو فَيْعَالٌ من شَطَنَ: بمعنى بَعُدَ (٧). وسيبويه مرة جعله


(١) تفسير سورة البقرة: ق ٦٣، والمطبوعة: ٤٧ - ٤٨.
(٢) صدر البيت:
قَدْ نَخْضِبُ الْعَيْرَ فِي مَكنونِ فَائلِه
والبيت من لاميته في ديوانه: ٩٩ وشرح القصائد العشر: ٤٤٥.
والبيت وحده في اللسان (شيط، فيل) الفائل: عرف يجري من الجوف إلى الفخذ، مكنونه: دمه، وقال أبو عمرو: المكنون: خُربة في الفخذ. يقول: نحن بُصَراء بمواضع الطعن.
(٣) هو طرَفة بن العبد، انظر الحيوان ١٣٣:٤.
(٤) البيت غير معزوّ في الحيوان ١:١٥٣، ٣٠٠ و٦: ١٩٢، وتأويل المشكل: ٣٠٢ والمقاييس ٢: ٢٨، ٣: ١٨٤، ٦: ١٣٧، واللسان (حبب، عجم، خرع، شطن، ثنى) وانظر ديوان طرفة: ١٥٨. يصف الشاعر في البيت زمام الناقة ويشبهه بالحية في تلويه. المثنى: زمام الناقة. حَضْرمي: نسبة إلى حضرموت. تَمَعُّجُ: كذا في المقاييس (حبب ٢٨:٢) وفي سائر المصادر: تعمج، بتقدم العين، وهما بمعنى.
(٥) في المطبوعة: "الجن والحية" وهو قلب.
(٦) سورة الأنعام، الآية: ١١٢.
(٧) انظر الصحاح (شطن) قال الأزهري: (التهذيب ١١:٣١٢): والدليل على أنه من شَطَنَ =

<<  <   >  >>