للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٧٠) قَاتَلَ واقتَتَلَ (١)

الأوّل بين المخالفين، والثاني بين رجال قوم واحد (٢). فإنّ الافتعال فعل يتعلق بفاعله. قال تعالى:

{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا} (٣).

وكذلك في سورة الحجرات:

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} (٤).


= { ... الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٩١) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (١٩٢) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (١٩٣) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.
(١) الدفتر الثاني: ق ٥٦، المطبوعة: ٦٠.
(٢) (قاتل) متعدّ، و (اقتتل) لازم ومثله تقاتل. ولا وجه لتخصيص (اقتتل) برجال قوم واحد. وقد جاء كثيراً للقتال بين المسلمين والكفار. ومنه حديث المقداد بن عمرو الكندي أنه قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت إن لقيت رجلاً من الكفار، فاقتتلنا فضرب إحدى يديّ بالسيف، فقطعها ثم لاذ منّي بشجرة، فقال: أسلمت لله، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقتله ... الحديث أخرجه البخاري في كتاب المغازي. (الفتح ٧: ٣٢١).
وفي صحيح مسلم في كتاب الفتن من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: تقتتلون أنتم ويهود حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي، تعال فاقتله" (النووي ٩: ٢٥٩) وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التقى هو والمشركون فاقتتلوا ... الحديث. (النووي: ١: ٤٨٤).
(٣) سورة البقرة، الآية: ٢٥٣.
(٤) سورة الحجرات، الآية: ٩.

<<  <   >  >>