كتاب مفردات القرآن للفراهي

الحروف المقطعات - (٢٢) السعي - ص: 194

(٢٢) السَّعْي

المشي مشي الجدّ والطلب. وذلك إذا كان في عبادة فالمقصود إظهار العبودية، كما تقول في القنوت:

"وَإليكَ نسعَى ونَحفِد" (١)

فقولنا: "نحفِد" (٢) يبين معنى "نسعى" (٣). كما قال عَدِيّ بن زَيد (٤):

---

= والاختيارين: ١٤٦، وفي شرح الحماسة للمرزوقي: ٧٢٨، والتبريزي ٢: ١٢٦. والبيت وحده في إصلاح المنطق: ٢٠١ وغريب القرآن لابن قتيبة: ٢٢٥، والمعاني الكبير ١: ٥٥١ مع بيتين، والجمهرة ١: ٢٥٦ والأمالي ٢: ٢٤٣ واللآلي: ٨٦٨ واللسان (سرب).
وقال الأصمعي في تفسير البيت: "هذا مثل. يريد أن الناس أقاموا في موضع واحد لا يجترئون على النُقلة إلى غيره، وقاربوا قيد فحلهم أي حبسوا فحلهم عن أن يتقدم، فتتبعه إبلهم خوفاً أن يُغار عليها. ونحن أعزاء نقتري الأرض، نذهب فيها حيث شئنا. فنحن قد خلعنا قيد فحلنا ليذهب حيث شاء، فحيثما نزع إلى غيث تبعناه" انظر اللسان (سرب).
(١) أخرجه البيهقي عن عمر رضي الله عنه موقوفاً، وصححه الذهبي، انظر المهذب في اختصار السنن الكبير للذهبي ٢: ١٧٥، والأذكار للنووي: ٥٨.
(٢) قال الأزهري: الحفد في الخدمة والعمل: الخفّة. وقال أبو عبيدة: أصل الحفد: الخدمة والعمل. وقيل: معنى "وإليك نسعى ونحفد": نعمل لله بطاعته (اللسان).
(٣) قال المؤلف في تفسير قوله تعالى في سورة عبس {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (٨) وَهُوَ يَخْشَى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}: "يسعى" أرِيدَ به المجيء بالشوق على سبيل الكناية. وليس المراد به الإسراع بالقدم لدلالة الموقع. وكما يبينه قوله: {وَهُوَ يَخْشَى} وهذا مثل ما مرّ في قوله تعالى: {فاسعوا إلى ذكر الله} " انظر تفسير سورة عبس: ٥.
(٤) شاعر فصيح من شعراء الجاهلية من زيد مناة بن تميم. وكان نصرانياً، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى. قال ابن قتيبة: "وعلماؤنا لا يرون شعره حجة" ويردّ قولَه كثرةُ شعر عدي المستشهد به في كتب اللغة والنحو قبل ابن قتيبة وبعده. انظر معجم شواهد =