للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٤٥) الأبّ (١)

الأبُّ: العُشب والمرعى، من: أبَّ يؤبُّ أبّاً وأَبَاباً وأبابَةً: نشأ وطلع (٢). وهي مادة قديمة جرى فيها تصرّفُ اللسان، فتجدها في صور متشابهة، مثلاً: أمَّ، و (٣) هَمَّ، و (٣) هَبَّ، و (٣) تَأهَّبَ (٤). فأَبَّ صورة أخرى لهَبّ. ولذلك نظائر، مثلاً: هَزَّ و (٣) أزَّ، وأرَاقَ و (٣) هَرَاقَ (٥)، قال الأعشى:

أخٌ قَدْ طَوَى كَشْحاً وَأبَّ لِيَذْهَبَا (٦)


(١) تفسير سورة عبس: ١٨، الفصل العاشر. والمطبوعة: ١٥.
(٢) وجعل ابن فارس المادة أصلَين: أحدهما المرعى، والآخر القصد والتهيؤ، انظر المقاييس ١:٦.
(٣) سقطت الواو في هذه المواضع من المطبوعة.
(٤) (تأهّب) أصله: أهب. وكأن المؤلف يرى أنه منحوت من المادتين: أبّ وهبَّ. ويلاحظ أن مادة أهب لم تستعمل في الثلاثي المجرد، وإنما استعملت من بابَي فعّل وتفعّل بمعنى الاستعداد للأمر، والاسم: الأهبة. أما "الإهاب" بمعنى الجلد فهو أصل مستقلّ.
(٥) ونحو أرمَد وأربد، بَكّة ومَكّة، تظاءَبَ وتظاءَمَ، لازب ولازم. انظر الإبدال لابن السكيت: ٧٤، ٨٨.
(٦) صدر البيت:
صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وَكصارِمٍ
وصلة البيت قبله:
فأبْلِغْ بَنِي سَعْدِ بنِ قَيْسٍ بِأنَّنِي ... عَتَبْتُ فَلَمّا لَمْ أَجِدْ لِيَ مَعْتَبا
والبيت من قصيدة في ديوانه: ١٥١ والبيت وحده بتمامه في الجمهرة ١:١٣، والمقاييس ١: ٧، واللسان (أبب) والعجز وحده في المقاييس ٥: ١٨٣ واللسان (كشح) يقول: صرمتكم في تهيئي لمفارقتكم، ومن تهيأ للمفارقة فهو كمن صَرَم. طوى كشحا: أعرض.

<<  <   >  >>