أما معنى البيت فقد فسّره الأستاذ محمود شاكر على أن الصفات المذكورة في الصدر صفات الفرس "فالشاعر مثّل صاحبه في الشطر الأول -وهو في الحي- فرساً أحوى من الجياد العتاق ذيّالاً يرفل من خيلائه وزهوه ومثّله في الشطر الثاني، إذا فارق حيّه في غاراته، سِمعاً أزلّ سريع الخطفة، لا تفلت فرائسه" والسمع: ولد الذئب من الضبع، فيما يزعمون، والأزل: الأرسح الخفيف الوركين، وهي صفة لازمة للذئب. قلت: كنت نقلتُ كلام الأستاذ هذا من صفحات مجلة المجلة قبل أكثر من عشر سنوات. وقد نشر البحث بأخرة في صورة كتاب عام ١٤١٦ هـ.
ومن شواهد الأحوى: ١ - قول الأسوَد بن يعفُر النهشَلي -جاهلي- من قصيدة له في المفضليات (٢١٩): ولَقَد غَدوتُ لعازِبٍ مُتناذَرٍ ... أحوَى المذانبِ مُؤنقِ الرُوّادِ عازب: بعيد، أراد مكاناً. متناذر: يتناذره الناس لخوفه. المِذنَب: المسيل بين تلعتين. المؤنق: المعجب. ٢ - وقال أبو دُواد الإيادي: عَبَق الكِباءُ بهنّ كلَّ عَشيَّةٍ ... وغَمَرنَ ما يلبَسْنَ غيرَ جِمادِ كرِكٌ كلَون التين أحوى يانعٌ ... متراكبُ الأكمامِ، غيرَ صَوادِ انظر شعره في الدراسات: ٣١١. الكِباءُ: ضرب من العود والمدخنة. الجِماد: ضرب من البرود. غَمَرنَ: زَعفَرنَ ثيابهن. كرِك: أحمر، يعنى الجِماد، فإن لونه أحمر كالتين الطرِيّ الناضج حين يكون متراكب الأكمام. ٣ - وقال الطفيل الغنوي، وهو جاهلي، من قصيدة في ديوانه (٨٥): نشُقّ العِهادَ الحُوَّ لم تُرعَ قبلَنا ... كما شُقَّ بالمُوسى السَّنام المُفَلَّعُ العَهد: مطَر بعدَ مطر والجمع: عِهاد، وأراد أرضاً أصابتها العِهادُ. المفلَّع بالفاء مِن فَلَّعَ الشيءَ: شقَّه. انظر اللسان (فلع). =