للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتهيج فيه خُلقاً أودعه من الرحم والتقوى والصبر والشكر وغير ذلك.

٣ - والثالث أن الآية موجودة في فطرة الفكرة، والدليل المنطقي أمر مفروض، فإن الفكرة تجري من تصور إلى تصور، مثلاً من تغير العالم إلى حدوثه. وإظهارُها في صورة القضايا مفروضٌ. وإنما فرضوها لأجل النظر فيها كما يقطِّعون البيت في الأفاعيل (١).

[(٤) الأبابيل]

[الأبابيل: جماعة من الخيل والطير وغيرهما. قال زهير بن أبي (٢) سُلمى (٣):


= تَغيّرتِ المنازلُ بالكثيبِ ... وعَفَّى آيَها نسجُ الجَنوبِ
٧ - وقال زُهير من قصيدة في ديوانَه (الأعلم) ١٩٣:
أمِن آل ليلى عرفتَ الطلولا ... بذى حُرُضٍ ماثلاتٍ مُثولا
بَلِين وتحسَبُ آياتِهنّ ... م عن فرطِ حَولين رَقّا مُحِيلا
(١) وانظر ما سيأتي في ص ٣٠٢، وتجد كلاماً مبسوطاً في حقيقة الآية في كتاب عيون العقائد للمؤلف: ١٦١ - ١٦٤، وقال رحمه الله في تفسير سورة البقرة: ق ٣ وما نصه:
"قال الجوهري: الآية: العلامة، والأصل أوَيَة بالتحريك. ورَوَى الجوهري عن أبي عمرو قوله: خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم لم يدَعُوا وراءهم شيئاً. ومعنى الآية من كتاب الله تعالى جماعة حروف. وأنشد لبُرج بن مُسْهِر الطائي:
خَرَجنا مِن النَّقبَينِ لا حيَّ مثلُنا ... بآيتنِا نُزجي اللِّقاحَ المطَافِلا
أقول: لا دلالةَ في البيت على ما زعم. لعله أراد: بأعلامنا وشِعارنا.
وقال الجوهري: آية الرجل: شخصه. تقول منه: تآيَيْتُه على تَفاعَلتُه، وتَأيَّيْتُه على تَفَعَّلْتُه، إذا قصدتَ آيتَه وتعمّدتَه. قالت امرأة لابنتها:
الحصْنُ أدنى لَو تَأيَّيْتِه ... مِن حَثِيكِ التُّربَ على الراكبِ
أقول: لا دلالة في البيت على ما زعم. لعلها أرادت: أخذتِه موضع التوقفِ فإنّ التأيّي بمعنى التوقف معلوم. يقال: هذا ليس بمنزلِ تَئِيَّةٍ، أي تلَبُّثٍ".
(٢) "أبى" ساقط من المطبوعة.
(٣) من مُزَينة، أحد الثلاثة المقدمين على سائر شعراء الجاهلية. ومن شعراء المعلقات. =

<<  <   >  >>