للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبر عما هو لا بد واقع بهذا الحرف، فلا يقولنّ أحد إن الإخبار بهذا الحرف إخبار عما هو غير مستيقن، كقوله تعالى:

{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} (١).

وأمثال ذلك. فأراد التنبيهَ على دفع شبهة.

والمرادُ مما قدمنا التنبيهُ على أمر آخر: وهو أنّ المخبَرَ عنه ربما يكون مقطوعاً به في ذاته، ولكن الخبر يبقى محلاًّ للرجاء والخوف والمشيئة لا مِن جهة ضعفٍ في الإخبار، بل مِن جهةِ سعةِ اختيارِ المخبِر.

(٢١) سَارِبٌ

الذي يذهب حيث يشاء (٢).قال الأخنَس بن شِهاب التغلبي، وهو جاهلي (٣):

أَرَى كُلَّ قَوْمٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهم ... وَنَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فَهْوَ لسَارِبُ (٤)


(١) سورة الشعراء، الآية: ٢٢٧.
(٢) وبه فسر أبو عبيدة (٢: ٣٢٣) قوله تعالى في سورة الرعد: ١٠ {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} وقال الفراء ٢: ٦٠ "ظاهر بالنهار" ونقله الطبري ١٣: ١١٣ أما الأخفش فقلب المعنى ففسر في معاني القرآن ٢: ٣٧٠ "المستخفي" بالظاهر و"السارب" بالمتواري، ثم جاء ابن الأنباري فجعل الكلمة من الأضداد! انظر أضداده: ٧٦ وتبعه ابن الدهان (أضداده: ٩٩) ولم يذكره الأصمعي والسجستاني وابن السكيت ولا الصغاني.
(٣) شاعر جاهلي قديم من أشراف تغلب ورؤسائها، حضر وقائع حرب البسوس، ويقال له "فارس العصا".
الاشتقاق: ٣٣٦، الآمدي: ٣٠، شرح الحماسة للتبريزي ٢: ١٢٣ الخزانة ٣٧:٧ وانظر شرح الأنباري للمفضليات: ٤١٠.
(٤) البيت من قصيدة له في المفضليات: ٢٠٨ وشرح الأنباري: ٤٢١ والتبريزي: ٩٣٩، =

<<  <   >  >>