(٢) وقال رحمه الله في تعليقاته: ٣١٧ (الروم: ١٨): "نعلم من كلام العرب أن العشي هو آخر النهار، والمساء أول الليل". وبه قال صاحب العين (٢: ١٨٨) وابن دريد في الجمهرة (٣: ٦٣) وابن سيده في المحكم (٢: ٢٠٦) وأبو حيان في البحر (٢: ٤٣٤). ويدل عليه قوله تعالى في سورة الروم: ١٧ - ١٨ {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ}. ولا خلاف بينهم أن صلاة العشي هنا صلاة العصر. ويؤيد ذلك تفسيرهم "العصر" بالعشي (الأزمنة: ٥٨ والزاهر ٢: ١٧٩) وكذلك تفسير "الأصيل" به. قال ابن سيده: " .. الأصيل والعشي سواء لا فائدة في آحدهما إلا ما في الآخر .. والأصيل: الوقت بعد العصر إلى المغرب" (اللسان). وقيل: العشي من حين تزول الشمس إلى أن تغيب. وهو قول الأزهري (٣: ٥٨) وبه قال الطبري (٦: ٣٩١) والزمخشري (١: ٣٦١) في تفسير سورة آل عمران. واحتج الطبري بقول حميد بن ثور: فلا الظلَّ مِن بَردِ الضحى تستطيعه ... ولا الفيءَ من برد العشيِّ تذوقُ قال: "فالفيء إنما تبتدئ أوبته عند زوال الشمس ويتناهى بمغيبها". ولا يصح هذا الاحتجاج كما لا يصح بقول أبي ذؤيب الهذلي: =