للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقلتُ كلَّ ذلك عن "لسان العرب" مع بعض التصريح لرفع شبهة أو توهم. وفي هذا كفاية لمن حُبِّبَ إليه الحق، فلا يُصغي إلى ما دسّه الوضاعون في الآثار وحرّفوا المعنى بعدما أعجزهم الله عن تحريف كلماته. وقد هَمّوا به، فقد ذكر أبو السعود رحمه الله (١) في تفسيره أنه قرئ: "زاغت" (٢)، أي قرأه من لا يعبأ به (٣). فهل ترى كيف سعيهم في أن يبددوا معنى "صغا" إلى "زاغ". ولكن الله تعالى يمكث بالحقّ ويذهب بالباطل (٤).

(٦٦) الظنّ (٥)

الظَنّ: ما يرى المرء من غير مشاهدة. ولكون غير المشهود ربما لا يوقن به، تضمن الظن معنى الشك، وبهذا المعنى كثر في كلام العرب والقرآن، كما قال طرفة:

وأعْلَمُ عِلْماً لَيْسَ بِالظَّن أنَّه ... إذا ذَلَّ مَولَى الْمرءِ فهو ذليلُ (٦)

وفي القرآن:


(١) هو محمد بن محمد بن مصطفى العمادي (٨٩٨ - ٩٨٢ هـ) مفسر فقيه أصولي شاعر، من أجلة علماء الترك. البدر الطالع ١: ٢٦١، والأعلام ٧: ٥٩ وكحالة ١١: ٣٠١.
(٢) تفسير أبي السعود ٥: ٣٥١.
(٣) بل نسبوها إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه!! فرووا عن مجاهد قال: كنا نرى أن قوله {فَقَدْ صَغَت قُلُوبُكُمَا} شيء هين حتى سمعت قراءة ابن مسعود "إن تتوبا إلى الله فقد زاغت قلوبكما". انظر الطبري ٢٨: ١٠٤ والكشاف ١٢٧:٤.
(٤) العبارة "نقلت- بالباطل" لا توجد في المطبوعة. وانظر التكميل: ٥٣.
(٥) تفسير سورة البقرة: ق ١٠٢، المطبوعة: ٥٥.
(٦) من قصيدة له في ديوانه: ٨٤، ومقطوعة منها في حماسة أبي تمام بشرح المرزوقي: ١٤٤١ والبيت وحده في حماسة البحتري: ٥٦٦، وانظر تخريجه في الديوان: ٢٢٤.

<<  <   >  >>