للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشق والفتق، كالبحر (١). ومنه أنهَرَ: وَسَّعَ. قال قيس بن الخطيم (٢):

مَلَكتُ بها كفِّي فَأنْهَرْتُ فتقَها ... يرى قائمٌ مِن دُونها ما وراءَها (٣)

(١٢١) يطيقون (٤)

{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ}: يطيقون الصومَ أو طعامَ مسكين، على اختلاف القول (٥). وأما قول البعض بأن المراد من (يطيقون): لا يطيقون (٦) فلا أرى له


(١) قال ابن فارس (نهر): أصل صحيح يدل على تفتح شيء أو فتحه. أما البحر فجعل أصله الاتساع والانبساط، ونقل قول الخليل إن البحر سمي بحراً لاستبحاره وهو انبساطه وسعته (بحر) وأورد في اللسان (بحر) كلام الخليل، ثم قال: ويقال: إنما سمي البحر بحراً لأنه شق في الأرض شقاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً، والبحر في كلام العرب: الشق. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم، ثم بَحرَها بحراً أي شقّها ووسَّعها حتى لا تُنزف، ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أذنها شقّاً "بَحِيرة".
(٢) شاعر مخضرم من الأوس من شعراء المدينة. لم يُسلِم، وقتل قبل الهجرة.
ابن سلام: ٢٢٨، الأغاني ٣: ٣ - ٢٦، الآمدي: ١٥٩ المرزباني (القدسي): ٣٢١ - ٣٢٢، الخزانة ٧: ٣٤ - ٣٧.
(٣) من قصيدة في ديوانه: ٤٦. والبيت وحده في تأويل المشكل: ١٣٢ واللسان (نهر، ملك) وفي رواية العجز خلاف، ورواية المفردات هي الأشهر. وانظر تخريج البيت في الديوان: ٥٤. وصلة البيت قبله:
طعنتُ ابنَ عبدِ القيس طعنةَ ثائرٍ ... لها نَفَذٌ لولا الشَّعاعُ أضاءَها
(٤) التعليقات: ق ٣٣، الآية ١٨٤ من البقرة {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}.
وانظر كتاب التكميل: ٣٠.
(٥) انظر معاني القرآن للفراء ١: ١١٢، ونقل القولين عن الفرّاء القرطبي ٢: ٢٨٨. ونسب الطبري (٣: ٤٣٨) القول الثاني إلى "بعض أهل العربية من أهل البصرة".
(٦) نقله أبو حيان في البحر ٢: ٣٦، ولم يسمّ قائله. وردّ عليه قائله: "تقدير (لا) خطأ، لأنه مكان إلباس ... ولا يجوز حذف لا وإرادتها إلاّ في القسم، والأبيات التي استدلّ بها هي من باب القسم، وعلّة ذلك مذكورة في النحو".
ومثله في البطلان زعم بعضهم أن الهمزة في (أطاق) لسلب المأخذ، نقله الآلوسي =

<<  <   >  >>