وكل ذلك تخبط لا غير، لجأوا إليه فراراً من إشكال أو توجيهاً لبعض الأقوال وسعياً لتحميل الآية إياه، من غير حجة لهم في القرآن أو الحديث أو الشعر أو كلام المتقدمين من أهل التأويل أو أهل اللغة. والشواهد كلها تثبت أن الإطاقة والطاقة بمعنى الاستطاعة التي هي شرط التكليف في الشرع، فإن قيل: فلان مطيق للصوم أو له طاقة بالصوم، فمعناه أنه قادر على الصوم قدرةً توجب تكليفه إياه، ولا يعني قطعاً أن الصوم يشقّ عليه مشقة ترخص له في الإفطار. (١) كثر استعمال مشتقات الإطاقة في الأحاديث، ونقتصر هنا على بضعة أحاديث من الصحيحين والموطأ لمنزلتهما من الصحة، ولأن سياقها وسياق الآية واحد، وهو بيان الأحكام الشرعية: ١ - حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها وعندها امرأة. قال: من هذه؟ قالت: فلانة -تذكر من صلاتها- قال: "مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملّ الله حتى تملّوا". هذا لفظ البخاري في كتاب الإيمان، باب أحبّ الدين إلى الله أدومه. انظر الفتح ١: ١٠١. وفي كتاب التهجد، باب ما يكره من التشدد في العبادة: =