للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَكُنَّا حَسِبْنَاهُمْ فَوَارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بَعلَما ماتُوا مِنَ الدَّهْرِ أَعْصُرَا (١)

أي بعد أن كانوا ميتين حِقَباً.

وقال ابن هَرْمة (٢):

أذَكَرْتَ عصرَكَ أمْ شَجَتْكَ رُبُوعُ ... أمْ أنتَ مُتَّبِلُ الْفُؤَادِ مَضُوعُ (٣)

أي ذكرتَ زمانك الماضي (٤).


(١) من أبيات له في الأغاني ٢٨٢:٢٢، والبيت من شواهد الكتاب ٣٩٦:٤ وغيره من كتب النحو. انظر تخريجه في معجم الشواهد: ١٣٩. وقال في اللسان (كهمس): أنشد سيبويه لمودود العنبري، وقيل: هو لأبي حزابة الوليد بن حنيفة. ونسب في (حيا) إلى الوليد، وفي (عيا) بدون نسبة.
كَهْمَس: قال في اللسان: هو كهمَس بن طَلْق الصَريمي. وكان من جملة الخوارج مع بلال بن مرداس. وكانت الخوارج وقعت بأسلم بن زرعة الكلابي وهم في أربعين رجلاً وهو في ألفي رجل، فقاتلت قطعة من أصحابه، وانهزم إلى البصرة. فقال مودود هذا الشعر في قوم من بني تميم فيهم شدة، وكانت لهم وقعة بسجستان، فشبههم في شدتهم بالخوارج كان فيهم كهمس بن طَلْق. و"حيوا" يعني الخوارج أصحاب كهمس. وانظر قصة الأبيات في الأغاني.
(٢) هو إبراهيم بن علي بن سَلَمة بن هَرْمة بسكون الراء. شاعر مفلق مجيد، من مخضرمي الدولتين. وهو آخر الشعراء الذين يحتج بشعرهم.
ابن قتيبة: ٧٥٣، ابن المعتز: ٢٠ - ٢١، الأغاني ٣٦٩:٤ - ٣٩٧، ٥: ٢٣٤ - ٢٣٩، تاريخ بغداد ٦:١٢٧ - ١٣١، الخزانة ١:٤٢٤ - ٤٢٦.
(٣) مطلع قصيدة أنشده في اللسان والتاج (ضوع) وفؤاد متَّبِل ومتبول: إذا غليه الحب وهيّمه. مضوع: ضاعه ضَوعاً: أفزعه وهيّجه. وانظر شعر ابن هرمة: ١٤٢.
(٤) وأنشد المؤلف في تفسير سورة العصر قول القُطامي من قصيدته التي جعلها القرشي من المشوبات:
أنَّى اهْتدَيتَ لِتسليمٍ عَلَى دِمَنٍ ... بالغَمْرِ، غَيَّرَهُنَّ الأَعْصُرُ الأوَلُ
انظر ديوانه: ١، وجمهرة الأشعار: ٨٠٤.

من شواهد "العصر":
في الشواهد التي أوردها المؤلف كفاية، وأسوق هنا أبياتاً أخرى وقفت عليها من غير استقصاء فإنها أكثر من أن تُحصى. وهي تؤكد ما لاحظه المؤلف رحمه الله، خلافاً لما =

<<  <   >  >>