للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدليل على معنى الإثبات ما جاء من قوله:

{وأنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ} (١).


= المثبت كقوله: {لا يحبُّ الظالمين} أي يبغضهم. {لئلاَّ يَعْلَمَ} معناه: يبطل علمهم الأول. ثم بين ما ينتج من بطلان هذا العلم الذي لهم من قبل، فيحصل لهم علم آخر. فإن العلم يبطل بالعلم. وهذا التأويل يقرب إلى الفهم بعدما فهمت استعمال "أنْ" فإنها حرف جمّ المعاني، وقد بينتها في المفردات. ومثال هذه "أن" في قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا} [الأنعام: ١٥١] وقوله: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ} [طه: ٩٣].
٢ - وقال في موضع آخر من تعليقاته: ٤٤٩.
"قد أشكل هذا النص على الناس، فذهبوا إلى أن "لا" هاهنا زائدة، وهذا لاضطرارهم. وأرى أن أهل الكتاب لو علموا أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله لما حسدوا ولما سخطوا على ما فضل الله به هذه الأمة، فالله تعالى يؤتيهم كفلين. وينتج من ذلك زيادة سخطهم وزيادة جهلهم بأن الفضل بيد الله، وهكذا جاء في الحديث والإنجيل".
وفي الصفحة نفسها تعليق آخر مثله.
٣ - ذكر المؤلف رحمه الله في كتابه أساليب القرآن: ٢٩ أنواع الحذف فقال:
"ومنها حذف جملة، كقوله تعالى: {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: ٩٥]، أي حرام أن يرجعوا". وبذلك فسّر الطبري ١٢: ٣٢٥ قوله تعالى في سورة الأعراف: ١٢ {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إذ أَمَرْتُكَ} فقال: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن في الكلام محذوفاً قد كفى دليل الظاهر منه، وهو أن معناه: ما منعك من السجود، فأحوجك أن لا تسجد ... ".
وكذلك نجد في كتاب الأساليب: ٩ إفادة من إفاداته المثبتة في الحاشية. قال فيها: "إنّ لا" في قوله تعالى: {لئلاَّ يَعْلَمَ} -وأورد الآية الكريمة- ليست بزائدة إنما السرّ في "أن". إنها بيان لما لم يذكر وعوض عنه، كأنه قيل: لئلا يعلم أهل الكتاب أن فضل الله بأيديهم كلا إنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله" إلى آخره. وانظر "أن" في هذا الكتاب برقم ٩ - (ج). الأمثلة المذكورة لا تحتاج إلى تقدير محذوف إذا قلنا إن (أنْ) أو (أنَّ) للبيان - (ن).
(١) العبارة "أي يبطل - بيد الله" ساقطة من المطبوعة ومكانها: "أي ليظهر جهلهم في ذلك الوقت ... " ولعله مأخوذ من النص الثاني.

<<  <   >  >>