للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (١).

الآيتان متقابلتان، كما هو ظاهر. وجاءت كلمة {اتَّقَى} في مقابلة {استغنى} فالمراد به: مَن تخشّع للرب تعالى خاشياً راجياً، فلم يستغن عنه.

وأما تفصيل المعنى الجامع، فكما ترى في قوله تعالى:

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} إلى قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (٢).

وذكر قبله أبواب الإيمان والأعمال الصالحة، فدلَّ على أن المتقين هم الذين جمعوا هذه الصفات.

واعلم أن جهة الحال والكيفية أظهرُ في معناها من جهة العمل، وجهة الكفِّ أغلبُ من جهة الفعل. ولذلك تارةً (٣) تقترن بالفعل على سبيل التقابل، كما في (٤) قوله تعالى:

{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا} (٥).

وتارةً تقترن بالكفّ على سبيل البيان، كما في قوله تعالى:

{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} (٦).

ومع ذلك لكونها حالة هي مَنبع الأعمال، فتقترن بالإيمان على سبيل التقابل والتفصيل، كما ترى (٧) في قوله تعالى.


(١) سورة الليل، الآيات: ٥ - ١٠.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٧٧.
(٣) "تارة" ساقطة من المطبوعة.
(٤) في المطبوعة: "كما ترى".
(٥) سورة آل عمران، الآية: ١٧٢.
(٦) سورة آل عمران، الآية: ١٨٦.
(٧) "ترى" ساقط من المطبوعة.

<<  <   >  >>