انظر شرح المفضليات للأنباري: ٢٥٤، واللآلي: ٧٦٩ واللسان (صعر). (١) البيت من قصيدة له في المفضليات: ١٣٠، والأنباري: ٢٥٧ والتبريزي: ٦١٩. وهو من الشواهد المشهورة. انظر مثلاً: إصلاح المنطق: ٤٩، ٣٣٩، والمعاني الكبير: ٣٥٨، والمقاييس ٢: ٤٨٧، ٥: ١٩١، واللسان (رثد، كفر، ثقل، يدي، ذكا). يصف الشاعر في البيت ظليما ونعامة تذكرا بيضهما فأسرعا إليه عند غروب الشمس. ثَقَلاً رَثِيداً: بيضاً منضوداً بعضه فوق بعض. ذُكاءُ: اسم للشمس. ألقت يمينها في كافر: قال الأنباري: "أي تهيأت للمغيب، كما تقول: وضع فلان يده في الدنيا، ووضع يده في إنفاق ماله: إذا ابتدأ. فسرق هذا المعنى لبيد من ثعلبة بن صُعَير -وثعلبة أكبر من جد لبيد- فقال يذكر الشمس: حتّى إذا ألْقَتْ يداَ في كافرٍ ... وأجَنَّ عَوراتِ الثغورِ ظلامُها وسرق هذا المعنى ذو الرّمة من لبيد، فقال: ألا طَرَقَتْ مَيٌّ هَيوماً بذكرِها ... وأيدي الثريَّا جُنَّحٌ فِي المغارِبِ وقوله: "يمينها في كافر" يعني "الليل". وقد كشف المؤلف رحمه الله عن بلاغة هذه الاستعارة في تفسير قوله تعالى في سورة البقرة: ١٩٥ {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} فقال في تعليقاته: ٣٦ "شبه الهلاك بالماء الغمر، والذي يلقي نفسه فيه كمن يرمي نفسه في الماء، فيلقي بيديه فيه مُكِبًّا كما قال لبيد: حتى إذا أَلْقَتْ يداً في كافرٍ وكانوا يشبهون النجوم عند غروبها كمن يساقط نفسه في الماء، كما قال أعرابي: "خرجتُ حيث انحدرتْ أيدي النجوم وشالَتْ أرجلُها" وليس هناك يد ولا رجل، ولكنه أراد سقوط النجوم في المغرب. وقد فهم من فسَّره: لا تلقوا بأنفسكم. ولكن لم يفهم من ظنّ أن اليد بمعنى النفس". ومنه قول لبيد أيضاً (ديوانه: ١٤): فلمّا تَغَشَّى كُل ثَغْرٍ ظلاَمُهْ ... وأَلْقَتْ يَداً في كافرٍ مُسْيَ مَغرِبِ تجافيتُ عنه، واتّقاني عِنانُه ... بشدٍّ مِن التقريبِ عَجْلانَ مُلْهَبِ (٢) سورة الإنسان، الآية: ٣.