للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} (١).

فلو قال: "ربَّ ذلك البيتِ" دلَّ على أن البيت قد مرّ ذكره، فأشير إليه. فإذا سبق ذكر شيء، وأشير إليه بهذا، كان المقصود إحضار ذلك الشيء بين يدي المخاطب. ونذكر على سبيل التمثيل لا الاستناد من قصيدة الفرزدق (٢) أمثلة (٣)، قال:

هذا الذي تعرِفُ البطحاءُ وَطأتَه ... والبيتُ يَعرِفه والحِلُّ والحَرَمُ

وقال في هذه القصيدة:

هذا التَقيُّ النَقيُّ الطاهرُ العَلَمُ (٤)

وقال أيضاً:

إلى مَكارمِ هذا ينتهي الكَرَمُ (٥)


(١) سورة قريش، الآية: ٣.
(٢) هو همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية التميمي، من مجاشع بن دارم. أحد الشعراء الثلاثة المقدمين في العصر الأموي. توفي سنة ١١٠ هـ.
ابن سلام: ٢٩٨ - ٣٧٤، الشعراء: ٤٧١ - ٤٨٢، الأغاني ٢١: ٢٩٩ - ٤٢٧، الآمدي: ٢٥٠، المرزباني (القدسي): ٤٨٦ - ٤٨٧، اللآلي: ٤٤، الأدباء ١٩: ٢٩٧ - ٣٠٣، ابن خلكان: ٨٦:٦ - ١٠٠، الخزانة ١: ٢١٧ - ٢٢٣.
(٣) هذه الأبيات من قصيدة له في الأغاني (دار الكتب) ١٥: ٣٢٧، والحماسة البصرية ١: ٤١١ - ٤١٣، والمرتضى ١:٦٧ - ٦٩، وقد وقع بين أبياتها وأبيات قصائد أخرى متفقة معها في الوزن والقافية تداخل قديم أدى إلى اختلاف شديد في نسبتها. وقد حاول بعضهم التمييز بينها كصاحب الأغاني، وصاحب الحماسة البصرية الذي أثبت قصيدة الفرزدق وقصيدة الحَزِين الكِناني مستقلتين متواليتين (١: ٤١١ - ٤١٥) وانظر في الخلاف الحيوان ٣: ١٣٣ (الحاشية) وتخريج القصيدة في البصرية.
(٤) صدره: هذا ابنُ خيرِ عِبادِ اللهِ كُلِّهِمُ
(٥) صدره: إذا رأته قريشٌ قال قائلُها

<<  <   >  >>