٨ - في الحديث السابق نفسه جاء في وصية عمر رضي الله عنه للخليفة من بعده: "وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يُوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتَل من ورائهم، ولا يكلّفوا إلاّ طاقتهم". في هذه الشواهد كفاية، ولكن لا بأس بإيراد شواهد من الشعر أيضاً: يقول الأعشى من قصيدة في ديوانه: (ط ٧) ١٥٩ يمدح هَوذة بن علي الحنفي. قد حمّلوه فتيَّ السنِّ ما حملت ... ساداتُهم فأطاقَ الحِملَ واضطلعا وقال أيضاً يمدح إياسَ بن قَبيصة الطائي من قصيدة في ديوانه (ط ٧) ٢٨٩: وإذا حُمِّل عبئاً بعضُهم ... فاشتكى الأوصالَ منها وأنحّْ كان ذا الطاقة بالثقل إذا ... ضنَّ مولى المرء عنه وصَفَحْ وقال المغيرة بن حَبناء يمدح يزيد بن المهلّب من قصيدة في الأغاني (١٣: ٩٨): شديدُ القوى من أهل بيتٍ إذا وهَى ... من الدِّين فتقٌ حُمِّلُوا فأطاقوا الأبيات الثلاثة في المدح، فالإطاقة والطاقة كلتاهما هنا أبعد ما تكون من معنى المشقة والعسر.