وفسّره الأصمعي، فقال: أراد: نطعنهم طعنة سلكى: أي مستوية، ومخلوجة: عادلة ذات اليمين وذات الشمال، كما تردّ سهمين على صاحب سهام قد دفعهما إليك لتنظر إليهما، واذا أنت ألقيتهما إليه لم يقعا جميعاً مستويين على جهة واحدة، ولكن أحدهما يعوج ويستوي الآخر، فشبه جهتي الطعن بجهتي هذين السهمين - انظر مشكل القرآن: ٧٠. وقال ابن سيده: روى بعض أهل العلم عن رؤبة قال: سألناه عن قول امرئ القيس: نطعنهم سلكى ... فقال: حدثني أبي عن أبيه قال: حدثتني عمتي -وكانت في بني دارم- فقالت: سألت امرأ القيس -وهو يشرب طِلاَءً مع علقمة بن عبدة- ما معنى "كرك لأمين على نابل"؟ فقال: مررت بنابل، وصاحبُه يناوله الريش لُؤاماً وظُهاراً، فما رأيت أسرع منه ولا أحسن، فشبهت به. وبه فسر البيت ابن الأعرابي. وعَلَّق الفراهي على هذه الرواية التي نقلها في لسان العرب (نبل) عن ابن سيده، في حاشية نسخته: "هذه رواية ضعيفة، وليس المعنى، كما زعم". وكان زيد بن كُثوة العَنبري يقول: الناس يغلطون في لفظ هذا البيت ومعناه، وإنما هو: "كَرَّ كَلاَمَينِ على نابلٍ" أي نطعن طعنتين متواليتين لا نفصل بينهما كما تقول للرامي: ارم ارم، فهذان كلامان لا فصل بينهما، شبه الطعنتين في موالاته بينهما، وكان الزيادي يستحسن هذا المعنى! انظر مشكل القرآن: ٧١ والمعاني الكبير: ١٠٨٩. (١) في الأصل: أظلم، وما أثبتناه من المطبوعة. والمصرعة: المصراع- (ج). الظاهر أنه لم يشكل عليهم معنى كلمتي (سلكى ومخلوجة)، وإنما أشكل معنى الشطر الثاني لما فيه من الإيجاز ولعدم تفطنهم لمعنى (على) في قوله (على نابل) - (ن). (٢) وانظر فاتحة نظام القرآن للمؤلف: ١٢. (٣) أجرى (تضمّن) مجرى (احتوى واشتمل) فعدّاه بحرف على.