إذا دعت غوثها ضرّاتُها فزعت ... أطباقُ نيّ على الأثباج منضودِ يقول: إذا قلّ لبن ضراتها نصرتها الشحوم التي على ظهورها فأمدّتها باللبن ... ومن هذا قول الكلحبة اليربوعي الذي أنشده أبو العباس ولم يتأت لتلخيصه وروايته ... وقد قالوا في الإفزاع: فزعت إلى فلان فأفزعني أي لجأت إليه فنصرني، وقالوا أيضاً: فزعني فزعاً أي نصرني والأول أعلى". وقد غلّط البطليوسي (ت ٥٢١ هـ) أيضاً أبا العباس في طرره على الكامل فقال (القرط: ١٩٦): "هذا غلط من أبي العباس، لأنه أوهم أنه جاء بوجهين، وهما واحد في الحقيقة لأن الاستنجاد والاستصراخ هما من الذعر، ثم قال: (ويشتق من هذا المعنى) فأوهم أنه معنى ثالث، وهذا كله تخليط، وإنما كان يجب أن يقول: إن الفزع في كلام العرب على وجهين: أحدهما الذعر، والآخر الإغاثة والنصر، ثم ينشد بيت سلامة شاهداً على المعنى الأول، وبيت الكلحبة شاهداً على المعنى الثاني، وإنما غلّط أبا العباس في هذا أنه رأى العرب تقول: فزعت إلى فلان، فتوهمه وجهاً آخر غير الذعر، وكذلك فزعت إلى الله، وهذا كله راجع إلى معنى الذعر". وجعل ابن فارس (ت ٣٩٥ هـ) في المقاييس (٤: ٥٠١) مادة فزع أصلين صحيحين "أحدهما الذعر، والآخر الإغاثة" وجعل الحديث المذكور وقول الكلحبة وقول سلامة كل ذلك من الإغاثة! =