٢١٥ – قال القرطبى فى " تفسيره "(٢ /١٥) : " وروي عن أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المشيرة منها كانت أطول من الوسطى، ثم الوسطى أقصر منها، ثم البنصر أقصر من الوسطى. روى يزيد بن هارون قال: اخبرنا عبد الله بن مقسم الطائفي، قال: حدثتني عمتي سارة بنت مقسم أنها سمعت ميمونة بنت كرْدم قالت: خرجت في حجة حجها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وسأله أبي عن أشياء فلقد رأيتني أتعجب وأنا جارية من طول أصبعه التي تلي الأبهام على سائر أصابعه.. "
قُلْتُ: رضى الله عنك!
فقد أورد القرطبي – رحمه الله – هذا الحديث ليبين معنى إشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - بإصبعه، فى مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - عن كفالة اليتيم:" أنا وهو كهاتين فى الجنة ". وكقوله فى الحديث الآخر:" أحشرُ أنا وأبو بكر وعمر يوم القيامة هكذا " وأشار بأصابعه الثلاثة قال القرطبي بعد إيراد هذين الحديثين: " فإنما أراد ذكر المنازل والأشراف على الخلق، فقال: نحشر هكذا ونحن مشرفون وكذا كافل اليتيم تكون منزلته رفيعة، فمن لم يعرف شأن أصابع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمل تأويل الحديث على الانضمام والاقتراب بعضهم من بعض فى محل القربة، وهذا معنى بعيد. . . " اهـ.
قُلْتُ: والتأويل فرع التصحيح، وهذا الحديث رواه أحمد فى "مسنده "(٦ / ٣٦٦) ولكنه لا يصح، لأن فى إسناده سارة بنت مقسم وهى مجهولة كما قال الذهبي وابن حجر، سلَّمنا صحته، لكن لا حجة فيه، لأن القرطبي أورده محتجاً به لأصابع يديه - صلى الله عليه وسلم -، والذي جاء فى الرواية أنها وصفت أصابع قدميه، ولذلك لم أر أحداً ممن صنف فى الشمائل النبوية ذكر هذا. والله أعلم.