للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابن سعد - والصعوبات فيها معروفة؟ وأمامنا الكتب الأخرى المرتبة على الأبواب، كالكتب الستة وغيرها، فكثيراً ما يعجز الممارس لها عن الوصول إلى حديث بعينه يبغيه فيها. وها أنا اشتغل بعلوم الحديث منذ خمس وعشرون سنةً، وقد تلقيت منها سماعاً وقراءةً عن أعلام وكبار من الشيوخ، وفي مقدمتهم والدى الأستاذ الجليل السيد محمد شاكر وكيل الجامع الأزهر سابقا حفظه الله، والحافظ الكبير العلَاّمة السيد عبد الله بن إدريس السنوسى، عالم مراكش، وشيخ شيوخها رحمه الله، ومع ذلك فإنى طالما أعيانى تطلب بعض الأحاديث فى مظانها، وأغرب من هذا أنى لبثت نحو خمس سنين وانا أطلب حديثا معينا في " سنن الترمذى "، وهو كتاب تلقيته كله عن والدي سماعاً، ولى به شبهُ إختصاصٍ، وكبير عناية، فهذه الكتب كانت بين يدىْ من لم تطلْ مدارستُه لها كالصناديق المغلقة، لا يعلم من أين يصل إلى ما فيها. . .)) انتهى

ولا يفوتنى أن أقول إن كتاب " مفتاح كنوز السنة " يعد الأن من الفهارس (المتواضعة) بالنسبة لما ظهر من الفهارس، فكيف بعد استخدام الحاسب الآلى " الكمبيوتر" فى هذا الأمر؟!

وقد أدرك شيخنا الألباني حفظه الله هذا الإعواز، فهداه الله عز وجل إلى عمل معجمٍ لأطراف الأحاديث من الكتب المخطوطة والمطبوعة، يشى بهمةٍ عاليةٍ وصبرٍ نافذٍ، ولذلك كان له من الحظوة والشهرة في هذا العلم مالم يكن لأبى الأشبال ولا للشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليمانى، وهما من نوابغ علماء الحديث فى هذا العصر.

فقرَّب الشيخ الألبانى السُّنة بكثرة تخاريجه، والكلام على الأسانيد ومناقشة العلماء فى عللها، وهو صاحب مدرسة فى التخريج جمع فيها بين القديم

<<  <  ج: ص:  >  >>