والمناقشات التي دارت حول واضعي المنهج التجريبي هو طرف من التخريف الهائل لأصول الحضارة الأوروبية، وقد كان منهج العرب التجريبي في عصر "بيكون" قد انتشر انتشارًا واسعًا، وانكب الناس في لهف على تحصيله في ربوع أوروبا".
من أين استقى "روجر بيكون" ما حصله من العلوم؟ من الجامعات الإسلامية في الأندلس. والقسم الخامس من كتابه الذي خصصه للبحث في البصريات هو في حقيقة الأمر نسخة من كتاب "المناظر" "لابن الهيثم".
ولا بد أن نلاحظ أنه حينما يطلق المؤرخون والباحثون الغربيون ومن درج على طريقتهم كلمة "عرب" فإنهما يريدون بها المسلمين، سواء كانوا عربًا أم غير عرب.
وجدير بنا أن نعرف أن سر هذا التقدم الحضاري السريع الذي أحرزه المسلمون في القرون الأولى إنما يرجع إلى إدراكهم السليم الشامل لأسس الحضارة الإسلامية.