للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء هذا النص عقب الحديث عن المخلفين الذين تخلفوا عن الخروج مع المسلمين إلى قتال عدوهم.

ومن مراعاة الإسلام الأحوال الخاصة التي تستدعي التخفيف من حزم الأحكام الشرعية مراعاته أحوال القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا، وذلك في السماح لهن بوضع ثيابهن التي يتحجبن بها عن الرجال الأجانب، غير متبرجات بزينة، قال الله تعالى في سورة "النور: ٢٤ مصحف/ ١٠٢ نزول":

{وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} .

ومنها مراعاته أحوال المرضى والمسافرين والشيوخ الهرمين في إباحة الفطر لهم في شهر رمضان، ومراعاته أحوال المسافرين أيضًا في قصر الصلاة الرباعية وجعلها صلاة ثنائية، ومراعاته أحوال المرضى والمسافرين كذلك في إباحة التيمم بدل الوضوء، قال الله تعالى في سورة "البقرة: ٢ مصحف/ ٨٧ نزول":

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .

ففي هذا النص القرآني يتبين لنا كيف راعى الله أحوال المرضى والمسافرين والهرمين فأذن لهم بالفطر في شهر رمضان، ولكنه كلف المرضى والمسافرين القضاء، وجعل على الذين لا يقدرون على الصوم لأمر ملازم لهم تقديم فدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم.

وقال تعالى في سورة "النساء: ٤ مصحف/ ٩٢ نزول":

{وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} .

وفي هذا النص يتبين كيف راعى الله أحوال المسافرين أيضًا، فجعل لهم

<<  <   >  >>