وكانت معامل شاطبة في إسبانيا تصدر بضاعة الورق إلى أوروبا الغربية، بينما كانت أوروبا الشرقية تبتاع ورقها من بلاد الشرق الأدنى مباشرة، على ما يشهد لذلك اسم الورق الدمشقي "شارتا داماسينا".
وقد صنع الورق من الحرير في سمرقند وبخارى سنة "٦٥٠م" ثم استبدل يوسف بن عمرو سنة "٧٠٦م" القطن بالحرير، ومنه الورق الدمشقي الذي ذكره مؤرخو اليونان.
وقد عرف المسلمون آلة الظل، والمرايا المحرقة بالدوائر، والمرايا المحرقة بالمقطوع، وقطعوا شوطًا كبيرًا في الميكانيكيات.
ولما بعث الرشيد العباسي إلى شارلمان الساعة الدقاقة الكبيرة تعجب منها أهل ديوان شارلمان، ولم يستطيعوا أن يعرفوا كيفية تركيب آلاتها، على ما حقق ذلك "سيديلو" في كتابه "تاريخ العرب".
ونهض المسلمون في فارس والأندلس وصقلية وأفريقية لاستثمار المعادن، يستخرجونها من مناجمها، ويحسنون تطريقها والانتفاع بها، واستخراج المسلمون في الأندلس من مناجمهم الزئبق والتوتيا والحديد والرصاص والفضة والذهب.
واستثمر المسلمون أيضًا المناجم التي صارت ملكًا لهم في بلادهم في الشرق والغرب، فاستخرجوا الحديد في خراسان، والرصاص في كرمان، واستخرجوا القار والنقط والكبريت وطينة الأواني الصينية، ورخام طوريس، والملح الأندراني.
وقد سبق المسلمون في الأندلس إلى معرفة الطباعة قبل مخترعها المشهور الألماني "جوتنبرغ" وذلك بأربعمائة سنة، فقد كان عبد الرحمن بن بدر من وزراء الناصر، ومن أهل المائة الرابعة تكتب السجلات في داره، ثم يبعثها للطبع فتطبع، ثم تقدم إليه، فيبعثها إلى العمال في الجهات.
وحاول بعض المسلمين اختراع طريقة الكتابة الخاصة بالعميان، فقد ذكرت كتب التاريخ أن علي بن أحمد بن يوسف بن الخضر المشهور بزين الدين الآمدي المتوفى سنة "٧١٢هـ" وكان قد كف بصره في أول عمره، كان كلما