خرائط للنجوم المنظورة في فلكهم، مطلقين على ذوات القدر الأعظم أسماء عربية، لا تزال تتردد على كراتنا الفلكية، وقد عرفوا حجم الأرض بقياس درجة سطحها، وعينوا الكسوف، والخسوف، ووضعوا للشمس والقمر جداول صحيحة، وقرروا طول السنة، وأدركوا الاعتدالين، ولاحظوا أمورًا بعثت نورًا باهرًا على نظام العالم، واختص علماء الفلك منهم باختراع الآلات الفلكية لقياس الوقت بالساعات المتنوعة، وكانوا السابقين إلى استعمال الساعة الرفاصة لذلك".
الاختراعات الصناعية والاكتشافات:
وكان للمسلمين نشاط جم في مختلف البحوث والإنتاجات المادية التي تعتمد على الاختراع والابتكار والصناعة.
قال "غوتيه" في كلام له عن المسلمين:
"ولهم في باب الاختراعات شيء لا بأس به بالنسبة إلى عصورهم، وقد وجد في كتاب عربي قديم لم ينقل إلى اللغات الأوروبية أن العرب عرفوا طريقة عمل الجليد الصناعي، ولم تعرف أوروبة سر هذه الصناعة إلا في النصف الأول من القرن السادس عشر".
وقال "غوتيه" أيضًا عن المسلمين:
"وإنهم علمونا صنع الكتاب، وصنع البارود، وعمل إبرة السفينة، فعلينا أن نفكر ماذا كانت نهضتنا لو لم يكن من ورائها هذه المخلفات التي وصلتنا من المدينة العربية".
ويجمع "محمد كرد علي" في كتابه "الإسلام والحضارة العربية" طائفة حسنة تدخل في هذا المجال، منها ما يلي:
"وقد أدخل المسلمون على أوروبا الورق المعمول من القطن والورق الرخيص الثمن، وكان الناس من قبل يكتبون على ورق "البردي" وهو غال جدًّا،