ونقل من الشام والعراق إلى الأندلس صنع السيوف الدمشقية، وصنع الأقمشة، ومنها "الدمقس" -وهو ما يسمى الدامسكو- نسبة إلى دمشق. ومنها "الموسلين" نسبة إلى الموصل، وهي الشفوف، كالذي يسمى الآن بالشاش، ثم عرفت هذه الأصناف بعد ذلك في بلاد الغرب".
ويقول "درابر" في بحوث له عن حضارة المسلمين:
"ومن عادتهم أن يراقبوا ويتمحنوا، وقد اعتبروا الهندسة والعلوم الرياضية وسائط للقياس.
ومما تجدر ملاحظته أنهم لم يستندوا فيما كتبوه في الميكانيكيات والسائلات والبصريات على مجرد النظر، بل اعتمدوا على المراقبة والامتحان، بما كان لديهم من الآلات، وذلك ما هيأ لهم سبيل ابتداع الكيمياء، وقادهم لاختراع أدوات التصفية والتبخير ورفع الأثقال، ودعاهم إلى استخدام الموازنة في الكيمياء، مما خصوا به دون سواهم، وهيأ لهم صنع جداول للجاذبية النوعية، وفتح لهم باب تحسين عظيم في قضايا الهندسة وحساب المثلثات، واختراع الجبر، واستعمال الأرقام في الحساب.
وكان هذا كله من نتائج استعمالهم طريقة الاستدلال والامتحان.
وهم الذين أنشئوا في العلوم العملية علم الكيمياء، وكشفوا بعض أجزائها المهمة كالحامض الكبريتيك، وحامض الفضة "النتريك" والغول "الكحول".
وهم الذين استخدموا ذلك العلم في المعالجات الطبية، فكانوا أول من نشر تركيب الأدوية، والمستحضرات المعدنية.
وهم قرروا في الميكانيكات سقوط الأجسام، وكان لهم رأي جلي من جهة طبيعة الجاذبية، ورأي سديد في القوات الميكانيكية.
واصطنعوا في نقل الموانع وموازنتها الجداول الأولى للجاذبية النوعية، وكتبوا مقالات في علوم الأجسان وغرقها في الماء