فريق يقول: إن الإسلام صورة مثالية غير ممكنة التطبيق بالنسبة إلى الجماهير الإنسانية، فهو يهاجم الإسلام بهذا.
وفريق آخر يقول: إن الإسلام يعد على فعل الخير بالأجر والثواب، فهو ينزل بالإنسان عن مستوى المثاليات الراقية التي تدعو إلى فعل الخير حبًّا بالخير لا طلبًا لمنفعة، أو خوفًا من مضرة.
وكلا الفريقين إما مضلل ماكر، أو جاهل بالواقع الإنساني وطبيعة النفس البشرية.
ونحن نقول لهم: إن الإسلام جاء لإصلاح الناس جميعًا ولم يأت لطبقة معينة منهم، لذلك فهو يحوي لكل صنف من الناس وسائل إصلاح وتقويمه.
٦- إن ما سبق بيانه عن المثالية والواقعية في أسس الحضارة الإسلامية لا يعدو أنه رسم للهيكل العام الذي يشتمل عليه هذا الأساس من أسس هذه الحضارة المجيدة.
واستيفاء بيان هذا الرسم يحتاج إلى شرح وأمثلة، وشواهد من النصوص الإسلامية.
وسأتناول -بعون الله- في المقولات التاليات من هذا الفصل شرح كل نقطة من النقاط المهمة، التي يشتمل عليها الهيكل الذي سبق رسم مخططه العام في هذه المقولة الأولى.