للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١- التدريب العملي.

٢- القدوة الحسنة.

وقد سبق بيان هاتين الوسيليتن عند الكلام على الكمال السلوكي.

٣- الإقناع الفكري من شتى طرقه الحكيمة، التي تستخدم فيها الحجج والبراهين العقلية والحسية والوجدانية، وتستخدم فيها المؤثرات على الأنفس، كالخطابة، والشعر، والحكم المأثورة، والأمثال، والتشبيه والتمثيل، والقصص التاريخية، وعرض النماذج الحسية من الواقع الكوني، ونحو ذلك.

وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الشيء الكثير من استخدام هذه الطرق الحكيمة للوصول إلى الإقناع الفكري.

ولا بد من ملاحظة أن بعض طرق الإقناع الفكري قد يجدي مع فريق من الناس، في حين أنه قد لا يجدي مع فريق آخر، والمربي الحكيم هو الذي يحسن معرفة خصائص الفرد الفكرية والنفسية، فيستخدم معه طرق الإقناع الملائمة له.

ولما كان القرآن هداية خالدة للناس جميعًا، كان محتويًا على كل الطرق التي من شأنها أن توصل الناس إلى قناعة فكرية، بكمال ما يدعو إليه من خير، يضاف إلى هذا أنه كان إبان نزوله منجمًا على رسول الله صلوات الله عليه قد كان ينزل موافقًا للحكمة التربوية التي تقتضيها مناسبة النزول لطائفة الآيات المنزلة، سواء كانت التربية للرسول، أم للمؤمنين، أم للمنافقين، أم للمشركين، أم لأهل الكتاب، أم للناس بشكل عام.

وقد بين الله جل وعلا أنه اتخذ كل وسائل التربية ذات الأثر الحسن، وأنزل في كتابه مثلًا من كل وسيلة منها، قال الله تعالى في سورة "الإسراء: ١٧ مصحف/ ٥٠ نزول":

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا} .

وقال فيها أيضًا:

<<  <   >  >>