للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا} .

وقال سبحانه وتعالى في سورة "الكهف: ١٨ مصحف/ ٦٩ نزول":

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} .

وهذا التصريف هو التنويع في وسائل الإقناع وأساليبه، وفي سائر وسائل الهداية، والتحويل فيها من وجه إلى وجه آخر بحسب مقتضيات أحوال المخاطبين، الفكرية والنسية، الفردية أو الاجتماعية.

فمن عرض لعناصر الهداية بشكل خال من العنف والجدال، إلى أسلوب آخر مقرون بالحجج، إلى أسلوب ثالث فيه شيء من الجدال بالتي هي أحسن، ثم إلى أسلوب رابع فيه شيء من العنف الجدلي، وهكذا ترتقي الأساليب، ومع كل أسلوب منها صور بيانية مناسبة له، ذات أثر صالح في النفوس البشرية، وهكذا يستجمع القرآن المجيد كل أساليب الإقناع الفكري، فيما صرف الله فيه من آيات بينات.

أمثلة قرآنية:

وفيما يلي طائفة من أمثلة أساليب الإقناع الفكري التي استخدمها القرآن الكريم:

أ- فمن أمثلة الإقناع عن طريق عرض الحقائق المقرونة بحججها قول الله تعالى لرسوله محمد صلوات الله عليه في سورة "الأعراف: ٧ مصحف/ ٣٩ نزول":

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} .

فظاهر في هذا النص أن الله جل وعلا يأمر رسوله بأن يعرض نفسه على الناس داعيًا إلى الإيمان والتوحيد، وفي الأسلوب المتبع في هذا العرض منتهى.

<<  <   >  >>