وفي الحديث القدسي عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: يابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة". رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
عنان السماء: ما يبدو منها للناظر.
قراب الأرض: أي: قريب من مقدراها.
فهذه النصوص ونظائرها تثبت للإنسان أن وراء عثرة الخطيئة طمعًا برحمة الله، وأملًا بالمغفرة عن طريق التوبة والندم والعزم على الاستقامة، وفي هذا منتهى مراعاة الواقعية في أحوال الإنسان.
ولكن لهذه الواقعية حدودًا لا تتجاوزها، وتبرز هذه الحدود واضحة في أمرين:
الأمر الأول: الكفر بالله والشرك به، فمن مات على ذلك لم ينل من الله عفوًا ولا غفرانًا، قال الله تعالى في سورة "النساء: ٤ مصحف/ ٩٢ نزول":
الأمر الثاني: أن يملأ الإنسان حياته بفعل السيئات، ويعرض عن التوبة والاستغفار، حتى حضره الموت، وانكشفت له بعض الحقائق مما وراء الموت، قال: إني تبت الآن. فإن الله جل وعلا لم يتعهد لأمثال هذا المسرف على نفسه طوال حياته بأن يتوب عليهم، قال الله تعالى في سورة "النساء أيضًا":