للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إطار الفلسفة الواقعية إنما هو تفكير شياطين المجرمين المفسدين في الأرض، الذين لا يريدون إصلاحًا، ولا ينشدون كمالًا، ولكنهم يريدون أن يخرجوا بني آدم من جنة الحق والخير والفضيلة ونشدان الكمال، وأن يقذفوا بهم في جحيم الباطل والشر والرذيلة وحضيض النقص، وأن يقذفوا بهم في جحيم الباطل والشر والرذيلة وحضيض النقص، وأن يوقعهم في سخط الله.

وإن الذين يدعون الواقعيات في أنظمتهم لا يستطيعون أن يقيموا في دولهم إلا بسلطان الحكم الصارم، فلو أنها واقعيات كما يحاولون أن يصوروا معنى الواقعية لما احتاجت إقامتها إلى سلطان الحكم الصارم، الذي يعتمد على أسلوب واحد من أساليب التربية، وهو أسلوب الإرهاب فقط.

لكنا وجدنا الإسلام يعتمد كما أسلفنا على أساليب الإقناع الفكري، ثم على وسائل الترغيب، ثم على وسائل الترهيب، وهذه هي الوسائل الواقعية التي يتم بها تقويم أكبر نسبة ممكنة من الناس، وما العقوبات المادية التي ينفذها الحكم الإسلامي إلا لون من ألوان الترهيب العام لكل من تحدثه نفسه بالمخالفة والانحراف الشائن، ووسيلة ضرورية لتأديب المذنبين مرتكبي الجرائم الكبيرة، ووسيلة ضرورية لقطع دابر الإفساد في الأرض.

خاتمة:

وهكذا تبين لنا كيف تحتل أسس الحضارة الإسلامية قمة مجد رفيعة، لا تصل إلى سفوحها أسس الحضارات الإنسانية الأخرى، مهما تطاولت بقاماتها وأعناقها.

ألا فليحيى مجد الإسلام، ولتحيى الحضارة الإسلامية الخالدة.

<<  <   >  >>