الطريق المزيف المرفوض، وهو ما يسلك مسالك الشكوك والأوهام والتخيلات والتقاليد العمياء، وكل فكرة تعبر إلى فكر الإنسان من هذا الطريق إنما هي فكرة مرفوضة وإن كانت قد تحتمل الصواب توهمًا؛ لأن المعارف والعلوم لا يصح أن نثبتها بمجرد التوهم، أو التخيل، أو الشك، أو التقليد، ما لم تدعم ذلك أدلة تثبتها بيقين، أو بظن راجح على أقل تقدير.
وفيما يلي شرح لهذه الطرق:
الطريق المنطقي السليم:
هو الطريق الذي يوصل إلى علم يقيني في أي أمر من الأمور الحسية أو غير الحسية، من عالم الشهادة أو من عالم الغيب. ولهذا الطريق مسالك أهمها المسالك التالية:
الأول: مسلك الإدراك الحسي القاطع الذي يفيد العلم اليقيني.
الثاني: مسلك الاستدلال العقلي الذي يفيد العلم اليقيني.
الثالث: مسلك الخبر الصادق الذي يفيد العلم اليقيني.
وفيما يلي معالجة لهذه المسالك بيان يوضح حقيقتها، ويعرض طائفة من أمثلتها.
أ- أما مسلك الإدراك الحسي القاطع، فهو المسلك الذي يعتمد على ما تنقله الحواس الظاهرة والباطنة فينا، من صور الأشياء والمعاني المنبثة في الوجود، إلى ساحة الإدراك الفكري، وبتكرار نقل هذه الصور مع اليقين بسلامة الحواس من الخلل، وشهادة توافق الناس في الإحساس نفسه، تغدو هذه الصور حقائق ثابتة من خزائن المعارف الفكرية لدينا.
ومن أمثلة ذلك علمنا بذواتنا، وبالأرض وبالسماء من حولنا، وبما نحسه فيهما من أجسام، وأشكال، وحركات، وسكنات، وألوان، وأصوات، وروائح، وطعوم، وحرارة، وبرودة، وخشونة، وملاسة، وصلابة، ولين، وثقل وخفة، وضغط وانفراج، ونحو ذلك مما نجسه بحواسنا الظاهرة.