إذ تدفع النصوص الإسلامية الناس إلى استخدام أدوات المعرفة في تحصيل العلوم فإنها لا تسمح بأن يعتمد الباحث عن الحقيقة على الظنون والتكهنات التي لا ترافقها دلائل وأمارات مرجحة.
ويقسم القرآن نتائج البحث الإنساني عن الحقائق إلى مراتب ثلاث، وذلك بحسب مستوى الأدلة والأمارات التي أوصلت إلى هذه النتائج.
المرتبة العليا:
وهي مرتبة اليقين، ويتوصل الباحث إلى هذه المرتبة حينما ترتقي أدلة البحث لديه إلى مرحلة لا يخالطها احتمال كون الحقيقة على خلاف ما أدت إليه أدلة البحث.
وفيما يلي طائفة من الشواهد القرآنية:
١- لقد عبر الله على الموت باليقين؛ لأن العلم به عند جميع الناس قد ارتقى حتى انتقى معه أي احتمال آخر، فصار بذلك يقينًا، قال الله تعالى في سورة "الحجر: ١٥ مصحف/ ٤٥ نزول":
أي: حتى يأتيك الموت الذي هو يقين لا تشوبه شائبة تنزله عن هذه المرتبة العليا من مراتب المعرفة، فالموت غاية كل حي في هذه الدنيا.
٢- ولما أخبر الله بأن مكذبي الرسل لهم نزل من حميم، وتعذيب شديد بنار جهنم أكد هذا الخبر بأنه حق اليقين؛ لأنه خبر مستند إلى علم الله الحق، الذي لا يخالطه احتمال آخر، فقال الله تعالى في سورة "الواقعة: ٥٦ مصحف/ ٤٦ نزول": {فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ، وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ، إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} .
٣- وحينما كشف الله لإبراهيم عليه السلام ملكوت السماوات والأرض، فارتقت لديه أدلة البحث العلمي إلى مرحلة لا يخاطلها احتمال آخر استطاع.