للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فظن الموت عند وصول الروح إلى التراقي ظن راجح، مع احتمال عودتها بقدرة الله، واستمرار الحياة، ولكنه احتمال مرجوح.

٣- وقول الله تعالى في سورة "البقرة: ٢ مصحف/ ٨٧ نزول":

{فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} .

فظنهما أنهما سقيمان حدود الله يجب أن يكون ظنًّا راجحًا مقبولًا، وهو الذي بنى عليه الشارع حكم إباحة تراجع الزوجين إلى الارتباط بعقد الزوجية مرة أخرى، بعد أن انفصلا عن بعضهما انفصالا أفضى إلى وجوب إجراء تجربة زوجية أخرى للمرأة.

المرتبة الدنيا:

ثم إن الإسلام نظر إلى الظنون المختلفة التي لا تصل إلى مرتبة الرجحان فجعلها في المرتبة الثالثة، وهي المرتبة الدنيا، ورفض الاعتماد عليها، إلا أنه سمح بأن توضع موضع الاختبار والتجربة، والدراسة ومتابعة البحث، وأن تكون عاملًا من عوامل اليقظة والتوجس والاحتياط في الأمور، أو عاملًا من عوامل التفاؤل بالخير، لشحذ الهمم، وتحريض الطاقات على العمل، وتدخل في هذا أمور الفراسة، والإمساك بخيوط الشبهات، بغية العثور على مكامن الخطر، ووسائل الإدانة بالجرائم.

ولهذه المرتبة درجات تبدأ بالظن الخفيف فالشديد، فالأشد، حتى يصل الظن إلى إشارة النصف، ومتى تجاوزها ودخل في منطقة الرجحان دخل في درجات المرتبة الوسطى المقبولة.

وعلى هذا يحمل مثل قول الله تعالى في سورة "الحجرات: ٤٩ مصحف/ ١٠٦ نزول":

<<  <   >  >>