للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرسول صلوات الله عليه: "كان ذلك حلالًا لإبراهيم فنحن نحله"، فقال اليهود: إنها لم تزل محرمة في ملة إبراهيم ونوح عليهما السلام. فنزلت الآيات من سورة "آل عمران" تعلم الرسول كيفية مناقشتهم، ومطالبتهم بالخبر الصادق على ما يزعمون، وبإحضار التوراة وتلاوتها إن كانوا صادقين، قال الله تعالى في سورة "آل عمران: ٣ مصحف/ ٨٩ نزول".

{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .

وإسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.

فجاءت عصابة من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل مرض مرضًا شديدًا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا، لئن عافاه من سقمه ليحرمن على نفسه أحب الطعام والشراب إليه، وكان أحب الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها "؟.

فقالوا: اللهم نعم.

وهكذا أقام عليهم الدليل بالخبر الصادق عن طريق الوحي، وطالبهم بمعارضة ذلك إن استطاعوا بدليل الخبر الصادق المؤيد بنصوص التوراة، إن كانوا صادقين.

المسلك الثاني: أن يخبر بالخبر جمع من الناس يستحيل في مقياس العقل السليم اتفاقهم على الكذب فيه.

ويكون ذلك حينما يروي الخبر جمع غفير من الناس تباينت أعراضهم، واقترفت مصالحهم، وكانوا بحيث لا يجمعهم على الكذب جامع.

<<  <   >  >>