وفي هذين النصين من كتاب الله دعوة إلى البحث العلمي في مصدري الضياء والنور العظيمين بالنسبة إلى كوكبنا الأرضي، وما يترتب عليهما في حالتي إشراقهما على الأرض، واختفائهما عنها من فوائد جليلة للناس.
فبين ظهور الشمس واختفائها، وظهور القمر واختفائه وتزايده في مرأى العيون منذ مطلع الشهر حتى يتكامل في أوسطه، ثم تناقصه في مرأى العيون أيضًا حتى درجة المحو في آخر الشهر، تتم فوائد عظيمة للناس.
وبين كل ذلك يتم تعاقب الليل والنهار، هذا مظلم للسكون والراحة، وهذا مبصر للسعي والعمل، وابتغاء المستطاع كسبه من فضل الله.
وفي كل هذه المتغيرات يستطيع الناس تقسيم أزمانهم، وحساب ما يمر عليهم من ساعات وأيام وشهور وأعوام وقرون.
ونلاحظ في هذين النصين أيضًا دعوة إلى معرفة حساب الزمن، وتحديد السنين، لتثبيت ما حصل فيها من أمور وأحداث، ففي ذلك من التحقيقات العلمية التاريخية المفيدة الشيء الكثير، كما يرتبط به كثير من الحقوق المادية والأدبية والسياسية بين الناس، ومن الأمثلة التطبيقية لذلك الواردة في القرآن الكريم، ما جاء في قصة أهل الكهف إذ قال الله تعالى في سورة "الكهف: ١٨ مصحف/ ٦٩ نزول":