للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- قول الله تعالى في وصف الإنسان في سورة "العاديات: ١٠٠ مصحف/ ١٤ نزول":

{إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ، وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} .

أي: لحب المال وسائر الوسائل التي يرى الإنسان فيها لنفسه نعمة أو منفعة أو لذة أو جاهًا.

ب- وقول الله تعالى في سورة "الأعراف: ٧ مصحف/ ٣٩ نزول":

{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} .

أي: ولو كنت أعلم ما ستجري به المقادير في الدنيا لأخذت بالأسباب التي قضى الله بأن تأتي المنافع والخيرات من ورائها، ولابتعدت عن كل جهة قضى الله بأن يأتي السوء من قبلها، واختيرت كلمة السوء هنا للاستعمال في مقابل كلمة الخير للدلالة على أن المراد بكلمة الخير هنا المنافع الدنيوية التي يتولاها القضاء والقدر بنفسه دون أن يكون لإرادة الإنسان وساطة فيها، بخلاف الخيرات الأخروية فإن لإرادة الإنسان دخلًا في استحقاقها بحسب وعد الله.

ج- وقول الله تعالى في سورة "آل عمران: ٣ مصحف/ ٨٩ نزول":

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

فقد أطلقت كلمة الخير هنا مرادًا بها النعم الدنيوية التي يبتلي الله بها عباده بمحض مشيئته، فإتيان الملك، ومنح العز وما أشبه ذلك أنواع من المتع والخيرات الدنيوية التي هي بيد الله، فهو يختبر بها من يشاء من عباده.

د- وقول الله تعالى في سورة "الأنبياء: ٢١ مصحف/ ٧٣ نزول":

{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} .

وهذه الآية أوضحت أن الشر "ويراد به هنا المصائب والمؤلمات الدنيوية" وأن الخير "ويراد به هنا النعم والأمور السارة الدنيوية" ما هما إلا مظهران لابتلاء إرادة الإنسان في هذه الحياة الدنيا، فمن اجتاز الابتلاء بنجاح كانت المصائب

<<  <   >  >>