والشرط الأساسي لهذه الوسيلة أن تكون موجهة لما يخدم الرسالة الإسلامية بشكل عام، عقيدة وشريعة وسلوكًا وبناء حضاريًّا رفيعًا.
الوسيلة الرابعة:
نشر الوعي الثقافي الإسلامي عن طريق المربين والمعلمين والوعاظ والمرشدين الذين يحملون رسالة الدعوة الشاملة، في المجامع العامة والخاصة، وينبئون في معظم المجتمعات والحلقات والأسر، ضمن وحدة توجيهية وثقافية منسقة، تهدف إلى إقامة مجتمع صالح مؤهل لبناء الحضارة الإسلامية بناء صحيحًا، على أسسها الفكرية الراسخة.
ويمكن أن تتحقق هذه الوسيلة باستخدام المساجد والجوامع لنشر الوعي الثقافي، وبتأسيس الأندية الثقافية الإسلامية، وجعلها تحت إشراف مخلصين أكفياء، وبالتنادي إلى المحاضرات المركزة تركيزًا إسلاميًّا يزود الجماهير بالمفاهيم الصحيحة عن أسس الحضارة الإسلامية وفروعها، وتطبيقها العملية، وباستخدام الإذاعة والتلفزيون وسائر الوسائل الإعلامية ليدخل الوعي الإسلامي الصحيح كل بيت، ويطرق كل سمع، ويهز كل قلب.
الوسيلة الخامسة:
تأسيس الجمعيات والأندية الخيرية والرياضية وغير ذلك، واتخاذها حقولًا غير مباشرة من حقول الدعوة.
ولا يخفى تأثير الحقول غير المباشرة على النفوس الإنسانية، من أجل تحقيق أهداف أية دعوة من الدعوات، وجدير بالدعوات الخيرة ألا تهمل هذا الأمر، في تخطيطها وفي أعمالها.
أيها الداعي إلى الله، إن من اليسير جدًّا أن تدعو فتى من الفتيان للانتظام مثلًا في ناد رياضي، يرضي فيه كثيرًا من غرائزه وميولاته الطبيعية التي لا شر فيها ولا إثم، ثم من السهل جدًّا بعد ذلك أن توجهه إلى طريق الخير بتشى الوسائل، ومنها أن تجعل الأهداف العامة التي ينتهي إليها كل مشروع رياضي هي أهداف الدعوة الخيرة التي تسعى لنشرها، وغرسها في قلوب الناس، إنه من