باستخدام الحوار البريء من التعصب، الخالي من العنف والانفعال، المتمشي وفق الأصول العامة للحوار، الذي يهدف فيه كل من الفريقين المحاورين إلى الوصول إلى الحقيقة، وكأنه جاهل بها، خالي الذهن والنفس من أي استمساك سابق بوجهة من وجهات النظر المختلفة، وذلك ابتعادًا عن كل أجواء التعصب والأنانية التي تصرف النفوس والأفكار عن تفهم الحقيقة، أو التسليم بها، ولو انكشفت لها واضحة جليلة.
طائفة من القواعد العامة للجدال بالتي هي أحسن:
ويحسن بنا بعد معرفة الهيكل العام للجدال بالتي هي أحسن، ومعرفة الهدف منه أن ننظر في بعض القواعد العامة له، وهي تسع قواعد استنبطناها بالتأمل في نصوص الشريعة، والتطبيقات الجدلية القرآنية، والأصول المنطقية البدهية.
القاعدة الأولى:
تخلي كل من الفريقين المتصديين للمحاورة الجدلية حول موضوع معين عن التعصب لوجهة نظره السابقة، وإعلانهما الاستعداد التام للبحث عن الحقيقة، والأخذ بها عند ظهورها، سواء كانت هي وجهة نظره السابقة أم وجهة نظر من يحاوره، أم وجهة نظر أخرى.
وقد أرشدنا القرآن الكريم في سورة "سبأ: ٣٤ مصحف/ ٥٨ نزول" إلى الأخذ بهذه القاعدة؛ إذ علم الرسول صلوات الله عليه أن يقول للمشركين في مناظرته لهم: