للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهما يدوران حول أصل عظيم من أصول العقيدة الدينية، كان من الأمور البدهية أن الهداية في أحدهما إذ هو الحق، وأن الضلال المبين في الآخر إذ هو الباطل، ومن أجل ذلك كانت عبارة إعلان التخلي عن التعصب لأمر سابق تتضمن الاعتراف بهذه الحقيقة.

القاعدة الثانية:

تقيد كل من الفريقين المتحاورين بالقول المهذب، البعيد عن كل طعن أو تجريح، أو هزء أو سخرية، أو احتقار لوجهة النظر التي يدعيها أو يدافع عنها من يحاوره.

وقد أرشدنا الإسلام إلى التقيد بهذه القاعدة في نصوص كثيرة، منها النصوص التالية:

١- قول الله تعالى لنبيه في سورة "النحل: ١٦ مصحف/ ٧٠ نزول":

{وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} .

٢- وقول الله تعالى للمؤمنين في سورة "العنكبوت: ٢٩ مصحف/ ٨٥ نزول":

{وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} .

أي: فإن سلك مجادلوكم مسالك غير مهذبة القول فتقيدوا أنتم بكل قول مهذب، واسلكوا كل طريقة هي أحسن وأفضل، فعبارة {بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} تشمل بعمومها الأساليب الفكرية والقولية، وبهذا يتبين لنا أن المطلوب من المسلم أن يكون في مجادلته على حالة هي أرقى وأحسن باستمرار من الحالة التي يكون عليها من يجادله، أدبًا وتهذيبًا، أو قولًا وفكرًا.

٣- وقول الله تعالى في سورة "الأنعام: ٦ مصحف/ ٥٥ نزول":

{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} .

٤- وفي الحديث الشريف:

"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".

<<  <   >  >>