للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥- وقد حكم الله بالويل "وهو العذاب الشديد" على الهمازين اللمازين، فقال الله تعالى في سورة "الهمزة: ١٠٤ مصحف/ ٣٢ نزول":

{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} .

القاعدة الثالثة:

التزام الطرق المنطقية السليمة لدى المناظرة والحوار.

ومن التزام الطرق المنطقية السليمة التزام الأمرين التاليين:

أولًا: تقديم الأدلة المثبتة أو المرجحة للأمور المدعاة.

ثانيًا: إثبات صحة النقل للأمور المنقولة المروية.

وهذان الأمران هما المقصودان بالقاعدة المعروفة عند علماء أدب البحث والمناظرة؛ إذ يقولون: "إن كنت ناقلًا فالصحة، أو مدعيًا فالدليل".

وقد أرشد القرآن الكريم إلى مضمون هذه القاعدة في نصوص كثيرة، ومنها النصوص التالية:

١- قول الله تعالى في سورة "النمل: ٢٧ مصحف/ ٤٨ نزول":

{أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} .

٢- وقول الله تعالى في سورة "الأنبياء: ٢١ مصحف/ ٧٣ نزول":

{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ} .

ففي هذين النصين يأمر الله رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن يطالب المشركين بتقديم برهانهم على ما يدعون، ويشمل البرهان في مثل هذا الإدعاء البرهان العقلي، والبرهان النقلي الصادق عن رسول من رسل الله، وآية الأنبياء تُشير إلى مطالبتهم بالبرهان النقلي، أما آية النمل فتطالب بتقديم البرهان بشكل عام عقليًّا كان أم نقليًّا.

<<  <   >  >>