ففي هذه النص صورة جدالية بديعة جرت بين نوح عليه السلام وبين قومه، وفي هذه الصورة الجدالية ما يلي:
يبدأ نوح عليه السلام بعرض الحقيقة الدينية التي أمره الله بتبليغها، فيقول لقومه:{إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} .
فيعلن قومه رفض دعوته معللين ذلك بأمور ثلاثة:
الأمر الأول: يقولون له فيه: {مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا} .
ويقصدون بذلك أنه لو كان رسولًا لما كان بشرًا مثلهم، لكنه بشر، إذن فهو ليس برسول.
الأمر الثاني: يقولون له فيه: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} .
ويقصدون بذلك أنهم يستنكفون عن أتباعه لوجود لفيف من حوله