ولم يكونوا يكلفون أنفسهم أن يتعمقوا في استنباط دلالات آيات القرآن وعباراته، لكمال إيمانهم وتسليمهم، وعدم حاجتهم في حياتهم إلى إدراك التطابق بين دلالات النص وحقائق الواقع الكوني؛ إذ لم تكن العلوم الكونية قد توصلت إلى أمور خفية وراء الظواهر، حتى ينظروا بين ما توصل إليه الناس بوسائلهم، وبين ما تدل عليه العبارات القرآنية.
فالمعارف العلمية عن الكون ما زالت في طفولتها، ولم يكن للصحابة أي صلة بعلوم اليونان والفرس وغيرهم من الأمم، حتى تكون لهم مقارنات بها، أو بحوث تكشف لهم الأخطاء التي كانت تشمل عليها علوم الناس، وتؤكد لهم صحة ما في الكتاب المنزل من لدن رب العالمين.
وبرز في عصر الصحابة من العلماء بتفسير القرآن:
- عبد الله بن عباس، خبر الأمة "٣ ق. هـ-٦٨هـ" وكان أكثر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم رواية للتفسير، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
- عبد الله بن مسعود بن غافل "٠٠٠-٣٢ هـ" وقد كان من أعلام الصحابة الذين أخذ عنهم الشيء الكثير في التفسير.
- علي بن أبي طالب، وقد كانت له نظرات ذات عمق وبصيرة، وقد كان رضي الله عنه بحرًا من العلم، وكان قوي الحجة "٢٣ق. هـ-٤٠ هـ".
- أبي بن كعب بن قيس بن عبيد من بني النجار "٠٠٠-٢١هـ".
- وغيرهم.
٣- ثم تكونت في عصر التابعين ثلاث مدارس للتفسير.
- المدرسة الأولى: مدرسة التفسير بمكة المكرمة، وإمامها عبد الله بن عباس رضي الله عنه، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم "٣ق. هـ-٦٨هـ" واشتهر من تلاميذه:
- التابعي: سعيد بن جبير "٤٥-٩٥هـ".
- التابعي: مجاهد بن جبر، مولى بني مخزوم "٢١-١٠٤هـ".