والتزم باحثون منصفون بالفهم السليم الذي تساعد عليه قواعد العربية، والأصول العقلية وتؤكده الحقائق العلمية، دون شطط ولا تحكم لمناصره الرأي أو الهوى.
على أن الاجتهادات الإنسانية مهما بلغت من النقاء والصفاء مبلغًا عاليًا، فقد لا تخلو من أخطاء غير مقصودة، والمتابعات العلمية كفيلة ببيانها، وتصويب الصواب منها، وتخطئ الخطأ فيها.
واتسعت مكتبة تفسير كتاب الله إتساعًا عظيمًا، وملأت مجلداتها خزائن عديدة.
وكل هذا العلم الذي اشتملت عليه كتب التفسير، قد كان إنشاء بتوجيه إسلامي، قام به المسلمون معتمدين فيه على مروياتهم عن أسلافهم، وعلى ما يستنبطونه فهمًا من نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، ولم يكن اقتباسًا من أمة سلفت، فهو ظاهرة حضارية علمية انفردت بها الأمة الإسلامية.
على أن الظواهر الإنسانية الحضارية قد تشتمل على بعض العيوب، وقد تحتاج إلى النماء والتجويد والتحسين، ضمن حركة فكرية وتطبيقة متنامية صاعدة دوامًا، ما دام للناس فكر يتأمل، وطاقات متحركة تعمل، فالكمال لله وحده، أما الأعمال البشرية التي تنشد الكمال فلا بد أن تكون حركات صاعدات في اتجاه قمم غير منظورة، ولكل منها سلم أو جبل ترتقي عليه دوامًا.