الضبي، النيسابوري، المشهور بالحاكم، من أكابر حفاظ الحديث، والمصنفين فيه، صنف كتبًا كثيرة جدًّا، وكان من أعلم الناس بصحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه "٣٢١-٤٠٥هـ".
- أبو بكر بن مردويه، وهو أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، حافظ مؤرخ مفسر، من أهل أصبهان، له كتاب "التاريخ" وكتاب في "تفسير القرآن" و"مسند" وغيرها "٣٢٣-٤١٠هـ".
- وغيرهم.
ومعظم تفاسير هؤلاء قائمة على عرض تفاسير مروية بالإسناد وبعضها مرفوع إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
وانفرد ابن جرير الطبري بذكر الأقوال وتوجيهها وترجيح بعضها على بعض، وذكر وجوه الإعراب، واللغويات، واستنباط بعض الأحكام.
ثالثًا: ثم ظهر تدوين التفاسير التي تجمع التفسير بالمأثور، وما يستنبطه المفسر من دلالات النص القرآني، ضمن ضوابط اللغة العربية.
ثم توسعت التفاسير فدخلت فيها الاستنباطات الفقهية، والتفسيرات، العقلية، والمفهومات الفلسفية، والتحليلات اللغوية والنحوية والصرفية.
واستفاد كثير من أصحاب المذاهب لنصرة مذاهبهم من النصوص القرآنية، بفهمها على الوجوه التي تدل على ما ذهبوا إليه من مفهومات وآراء.
وجنح مؤولون عن منهج الصواب لنصرة مذاهبهم الاجتهادية أو مذاهبهم الفلسفية، أو نصرة الآراء العلمية التي لم تتأكد بعد، ولم تصر حقائق علمية معترفًا بها، أو نصرة الآراء الاجتهادية الناقصة.
ودخلت في بعض كتب التفسير عيوب الاعتماد على الإسرائيليات التي لا تؤيدها حقائق علمية، ولا أدلة ترجيحية، وكان هذا من الذين دخلوا في الإسلام من اليهود والنصارى، وكانت لهم دراسات في كتب أهل الكتاب، وتبعهم فيها آخرون.