من أشهر الصحف المكتوبة في العصر النبوي، المشتملة على مجموعة من الأحاديث النبوية الصحف التالية:
١- صحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص، التي سماها الصحيفة الصادقة. وقد ذكر ابن الأثير أنها اشتملت على ألف حديث.
٢- صحيفة لسعد بن عبادة الأنصاري، وكان ابن هذا الصحابي الجليل يروي منها، وروى البخاري أن هذه الصحيفة كانت نسخة من صحيفة عبد الله بن أبي أوفى، الذي كان يكتب الأحاديث بيده، وكان الناس يقرءون عليه ما جمعه بخطه.
٣- صحيفة لسمرة بن جندب، فقد جمع سمرة أحاديث كثيرة في نسخة كبيرة، ورثها ابنه سليمان، ورواها عنه.
٤- صحيفة لجابر بن عبد الله، أشار إليها الإمام مسلم في صحيحه، وكان التابعي الجليل قتادة بن دعامة السدوسي يكبر من قيمتها، ويقول:"لأنا بصحيفة جابر أحفظ مني من سورة البقرة".
٥- وقد عُني الصحابي الجليل "عبد الله بن عباس" بكتابة الكثير من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته، في ألواح كان يحملها معه في مجالس العلم.
ومن المشهور عند المؤخرين أنه ترك حين وفاته حمل بعير من كتبه، وكان تلميذه التابعي "سعيد بن جبير" يكتب عنه ما يملي عليه.
وظلت صحف ابن عباس معروفة متداولة مدة طويلة من الزمن، فقد ورثها ابنة علي، وتعاقب الناس على الرواية منها، والأخذ عنها، حتى امتلأت كتب التفاسير وكتب الحديث بمسموعات ابن عباس ومروياته.
ولئن لم يبق شيء من هذه الصحف، فإن مضمونها موجود في كتب الحديث التي دونت فيما بعد.
وبهذا ندرك أن حركة التدوين العلمي قد بدأت منذ العصر الإسلامي الأول، وبدهي أن حركة التدوين العلمي أولى خطوات مسيرة التطبيق الحضاري، وقد سارها المسلمون بصدق وإخلاص وجد، طاعة لما دعاهم الإسلام إليه.