للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليستوثق من عقبة بن عامر نص حديث سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم يبق غيره وغير عقبه من الذين سمعوه من الرسول مباشرة، ولما استوثق منه ركب راحلته وقفل راجعًا إلى المدينة.

وكذلك روي عن جابر بن عبد الله أنه رحل لسماع حديث من بعض أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.

وانتشرت الرحلات من طلاب العلم الإسلامي لتلقي السنة النبوية وسماعها، من الصحابة أو من التابعين، وتدوينها.

وظهر في عصر التابعين التدوين الكثير للسنة النبوية، ثم أجمع المسلمون على ضرورة هذا التدوين خشية ضياع السنة، وخشية اختلاف الآراء في بيانات الرسول صلى الله عليه وسلم لأحكام الدين.

ونشط طلاب العلم الإسلامي في كتابة المرويات من السنة، ونشطت معها الحركة العلمية الواسعة.

والذين وجهوا لتدوين السنة النبوية من علماء التابعين كثيرون:

- فمنهم: "سعيد بن المسيب" فقد شكا إليه تلميذه عبد الرحمن بن حرملة سوء حفظه فوجهه للكتابة.

- ومنهم: الشعبي "عامر بن شراحيل" من كبار التابعين: وقد كان يضرب المثل بحفظه. فقد أخذ يقول: "إذا سمعتم مني شيئًا فاكتبوه ولو في حائط" وكان يردد العبارة المشهورة: "الكتاب قيد العلم" وهذه العبارة مقتبسة من قول عمر رضي الله عنه "قيدوا العلم بالكتاب".

- ومنهم: "عطاء بن أبي رباح" فقد كان يكتب لنفسه. ويأذن بالكتابة لغيره.

- ولما تولى الخلافة "عمر بن عبد العزيز" أصدر أمرًا بالشروع في تدوين الحديث؛ إذ خشي على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من الضياع، وكتب إلى عامله على المدينة "أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم":

<<  <   >  >>