"انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو سنة ماضية، أو حديث "عمرة" أو حديث "القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق" فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله".
عمرة: هي عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية، فقد كانت ممن سمع الحديث من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.
وكذلك القاسم بن محمد بن أبي بكر فقد كان ممن سمع الحديث من عمته عائشة رضي الله عنها، وكان هو و"عمرة" أعلم الناس بأحاديثها عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قام "أبو بكر بن حزم" بما عهد إليه الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز" إلا أن الخليفة توفي قبل أن ينهي عمله.
وكتب "عمر بن عبد العزيز" إلى أهل الآفاق، وإلى عماله في الأمصار بمثل ما كتب إلى عامله على المدينة.
وكان أول من استجاب له في حياته وحقق له بعض أمنيته عالم الحجاز والشام. "محمد بن مسلم بن شهاب الزهري المدني" إذ دون له في ذلك كتابًا وأرسله إليه، وفيه يقول الزهري:"لم يدون هذا العلم أحد قبل تدويني".
ومما دون في هذا العهد صحيفة رواها التابعي "همام بن منبه" عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، وكان سماعه لها من أبي هريرة في منتصف القرن الأول الهجري.
وقد وصلت هذه الصحيفة إلينا كاملة شاملة، كما رواها ودونها "همام بن منبه" واشتهرت باسم: "الصحيفة الصحيحة" وهي موجودة في مخطوطتين متماثلتين في دمشق، وبرلين، أحادثها موجودة كلها في مسند الإمام أحمد، وكثير من أحاديثها مروي في صحيح البخاري في أبواب مختلفة، وعدد أحاديثها "١٣٨" حديثًا.