للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يضاف إلى هذا تدريبهم على الاجتهاد، واستعمال ما لديهم من قدرات الفهم واستنباط الأحكام.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوب من أصاب باجتهاده من أصحابه، ويرد من أخطأ إلى وجه الصواب؛ إذ كانوا يعرضون عليه فتاواهم أو تصرفاتهم التي اعتمدوا فيها على اجتهاداتهم الخاصة بعد مرور الحوادث التي اجتهدوا فيها.

وقد برز طائفة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في علوم الدين وحفظ مسائله، وفي فهم نصوص القرآن والسنة، وفي معرفة مقاصد الشريعة، وفي استنباط الأحكام الفقهية، واثنى الرسول صلى الله عليه وسلم على بعضهم في حياته.

٣- الفقه الإسلامي في عصر الصحابة رضوان الله عليهم:

كان الذين برزوا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في علوم الدين ومعرفة مسائل الفقه، وأحكام الشريعة وفي استنباط الأحكام، هم الذين يرجع إليهم في الفتاوى التي تختلف فيها وجهات النظر، مما لم يكن معلومًا عند جمهور الصحابة حكمه.

وكانوا يرجعون إلى صريح القرآن، أو إلى الفهم منه استنباطًا، وإلى صريح أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم أو الفهم منها استنباطًا، أو إلى الاجتهاد بالرأي الذي سبق بيانه.

وقد بلغ الذين حفظت عنهم الفتوى من الأصحاب والصحابيات قاربة نيف وثلاثين ومائة، كما ذكر ابن القيم.

وكان منهم المكثرون في الفتوى، وكان منهم المتوسطون، فيها، وكان منهم المقلون.

- فالمكثرون منهم في الفتاوى سبعة وهم:

١- عمر بن الخطاب رضي الله عنه "٤٠ق. هـ-٢٣هـ".

<<  <   >  >>